المجلة الدولية لنشر البحوث والدراسات

International Journal of Research and Studies Publishing

إعداد: الدكتور/ التومي محمد

دكتوراه في علم النفس المرضي والإكلينيكي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق، جامعة الحسن الثاني، المملكة المغربية

تكمن أهمية البحث في الإدمان على ارتياد المقاهي من أجل تلمس خيوط إمكانية تواجد اضطرابات عقلية ولدتها ظروف اجتماعية. فمن خلال استجلاء تلك الأسباب الخفية التي تدفع بالفرد للإقبال الدائم والمتكرر والمزمن، قد تكون مرتبطة بالاستعدادات الفرد قد ولدها الوضع الاجتماعي والاقتصادي والفئوي، لذلك هي محاولة لمعرفة الدوافع الحقيقية والفاعلة في ذلك. وهذا الطرح لا ينفي مطلقا أن هناك الحاجة الملحة لوجود مكان ثالث خارج البيت والعمل، يلجأ إليه الأفراد للبحث عن متنفس، يسمح لمرتاديه بالشعور بنوع من المرح، وقد تكون هذه الحاجة إلى هذه الفضاءات سببا مباشرا في العدد الهائل من المقاهي 300.000 ألف بالمغرب. ما هي بالنسبة لي إلا مؤشر محتمل على وجود اضطرابات عقلية عميقة. سنحاول في هذه الدراسة التركيز على الإدمان المرضي في ارتياد المقاهي، من خلال توظيف مجموعة من المقاييس التي تسمح لنا بالوقوف على الدلالات النفسية والاجتماعية، وكذلك والاضطرابات النفسية إن وجدت. وتكمن أهمية هذه الدراسة في محاولة تلمس خيوط الصحة النفسية للمرتادين المدمنين على المقاهي، وذلك بتوظيف الاستمارة المسحية ومقاييس نفسية كمقياس القلق ومقياس الاكتئاب، وتوظيف الدليل الإحصائي والتشخيصي للاضطرابات العقلية النسخة الخامسة، للوقوف على الاضطرابات العقلية لدى المدمنين على ارتياد المقاهي، ولقد تمت هذه الدراسة بمدينة الدار البيضاء وقد روعي فيها التمثيل الجنسي، والفئوي، والمهني، انطلاقا من عينة عشوائية احتوت على 89 فرد (ذكور/إناث) و امتدت على طول الفصول الأربعة، من سنة 2022، وكل ذلك للحصول على نتائج تؤكد أو تنفي وجود صعوبات اجتماعية، ولدت اضطرابات نفسية. بالمحصلة وصل البحث إلى نتائج أكدت أن 56% مرتادي المقاهي مصابون فعلا باضطرابات عقلية في عينة البحث، مما يستدعي ضرورة الاهتمام وبحدة بالصحة النفسية للأفراد والجماعات.

المقاهي، الملجأ، الاغتراب المجتمعي، الإدمان، الصحة النفسية