المجلة الدولية لنشر البحوث والدراسات

International Journal of Research and Studies Publishing

إعداد الباحث/ محمد أمهرور

باحث بسلك الدكتوراه، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة ابن طفيل، القنيطرة، المملكة المغربية

يعالج هذا المقال قضية فلسفية تتعلق بمجال الميتافيزيقا من زاوية نظر الفيلسوف الفرنسي المعاصر اتيان جلسون، بحيث يدعو إلى إعادة التفكير في تاريخ الفلسفة وخاصة فلسفة العصر الوسيط من أجل فهم أهم التحولات التي عرفها الفكر الفلسفي عبر التاريخ. نحاول في هذا المقال إبراز الفكر التاريخي الذي يدافع عنه جلسون من خلال تتبع تطور مفهومين أساسيين في تاريخ الفلسفة وهما: الوجود والماهية. ومن خلال تتبع تناول هذه المفاهيم عند أهم الفلاسفة يتبين أن الإشكال المركزي الذي لم يتم تجاوزه منذ البدايات الاولى للميتافيزيقا، يتمثل في تلك العلاقة القائمة بين مفهومي الوجود والماهية ومدى أسبقية أحدهما على الآخر. يدافع اتيان جلسون عن تصور القديس توماس الأكويني الذي يتبنى أسبقية الوجود عن الماهية، وفي سبيل هذا التوجه ترتبط الفلسفة بالواقع فتصبح القضايا الوجودية وان كانت ذات طبيعة ماهوية، من صلب الواقع الوجودي للكائن الموجود واقعيا، وبالتالي تصبح القضايا الميتافيزيقية قضايا تعالج الواقع الوجودي أو ما يسميه جلسون الوجود الواقعي أي l’existence ومن تم تتحقق الغاية من المقال وهي الانتقال من الوجود l’être إلى الوجود الواقعي l’existence. يعمل اتيان جلسون على مقاربة موضوع الوجود والماهية من خلال العودة التاريخية لقراءة تاريخ الفلسفة منذ أصولها الأولى التي تعود لليونان، ثم يربطها بالعصر الوسيط في شقيه الإسلامي والمسيحي ويركز خاصة على الإصلاح الذي قام به القديس طوماس الأكويني، ليقول بأن ما جاء به ديكارت في القرن 17م لم يكن فتحا ديكارتيا محضا ولم يكن عبقرية ديكارتية، وإنما هو عمل تاريخي ساهمت فيه عدة شخصيات فلسفية، بل وثقافات مختلفة، خاصة الاصلاح الفلسفي الذي توّجه القديس طوماس الأكويني في القرن الثالث عشر من خلال جعل الوجود يسبق الماهية أو بصيغة أخرى جعل الماهية تابعة للوجود.

الوجود، الماهية، الوجود الواقعي، ميتافيزيقا الواقع