المجلة الدولية لنشر البحوث والدراسات

International Journal of Research and Studies Publishing

إعداد الباحث/ محمد أمهرور

باحث بسلك الدكتوراه، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، القنيطرة، المملكة المغربية

يسعى هذا البحث إلى تقديم تصور واضح حول الفلسفة التأويلية عند الفيلسوف الألماني هانس جورج غادمير من خلال الاشتغال على مفهوم تأويلي هو مفهوم الأحكام المسبقة وتأويلاته بين التجربة الاستيطيقية (الجمالية) والتجربة التأويلية (العمق الانطولوجي). من المعلوم أن جوهر الصراع مع النزعة الموضوعية في العلم يتمثل في إبعاد الحكم المسبق كشرط أساسي لبلوغ الموضوعية، لذلك يبين غادمير بإيعاز من أستاذه هايدغر أن الاحكام المسبقة في التجربة التأويلية ليست فاقدة للمعنى، بل على العكس من ذلك فهي مدخل لتوضيح حيوية التجربة التأويلية في بعدها الاستيطيقي من خلال تلقي الأثر الفني وفي بعدها التأويلي من خلال قدرة القارئ للأثر الفني سواء كان الأثر كلاسيكيا أو معاصرا، من لقاء ذلك الأثر وفهمه، بتوجيه من مسبقاته التي تفتح في كل مرحلة تاريخية عالم الأثر على فهم جديد وفق أفق المتلقي. اعتمدنا في هذا البحث آلية من آليات البحث التأويلي والمتمثلة في الانتقال من المفاهيم التأويلية كالتراث والماضي والحكم المسبق ودوره في الحياة اليومية، ثم الانتقال لمقارنة هذه المفاهيم ضمن التجربة الفنية (الاستطيقية) مثل مفهوم اللعب والتوسط وتلقي الاثر الفني. غرضنا من ذلك هو أن نبين بأن هذا التداخل والذهاب والإياب بين المفاهيم الإستطيقية والمفاهيم التأويلية، كان يرتكز أساسا على عنصر التراث باعتباره ملازما ومستمرا في الزمن، ففيه ومن خلاله تنكشف حقيقة الكائن الذي يبقى مع ذلك غير قابل للانكشاف التام. الشيء الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى القول بأن الأحكام المسبقة التي يمكن اعتبارها سلبية في العلوم الطبيعة، فهي منفتحة ومنتجة للمعنى ضمن التجربة التأويلية الأصيلة.

الفلسفة التأويلية، الأحكام المسبقة، التجربة الاستيطيقية، التجربة التأويلية، الأثر الفني، الفهم